زادت في الفترة الأخيرة نسبة الادمان في مصر بصورة كبيرة جدا حيث تعد مصر من أكثر دول العالم إن لم تكن أكثرهم في نسبة المدمنين والتي بلغت على حسب آخر إحصائيات تم اجرائها حوالي 7% وذلك يعني أن خطرا كبيرا يهدد مستقبل المجتمع المصري .
ولذلك فإن نسبة الجرائم في زيادة مستمرة بسبب كثرة عدد المدمنين في مصر مما يعني أن تحديا كبيرا يواجه المجتمع المصري وعلى الجميع أن يتعاونوا لكي نتخلص من الادمان المنتشر بصورة كبيرة في مصر .
تبدأ الحرب على الادمان من أول مجتمع يوضع فيه الأطفال وهو الأسرة، حيث تقع عليها المسئولية الكبيرة في التأثير في الأطفال فيجب على الأسرة تعليم القيم والمبادئ لأبنائها إلى جانب دور المدارس الكبير في التوعيه ضد أخطار المخدرات على صحة الإنسان ومستقبله .
ويوجد الكثير من أنواع المخدرات التي ادمنها الشباب المصري ومن هذه الأنواع مخدر الفودو، والفودو هو عبارة عن نبات يشبه نبات البانجو وله تأثير خطير جدا على صحة الإنسان، حيث أنه يدمر الخلايا العصبية ويصيب الإنسان بتضخم الكبد إلى جانب الكثير من الأمراض الأخرى التي تودي بحياة الإنسان .
اقرأ أيضا : أهم أعراض انسحاب البيسه والهيروين من الجسم
ويتم تعاطي الفودو عن طريق تدخينه وقد ظهر مخدر الفودو منذ عام 2014 ثم تم ادراجه في جداول المواد المخدرة المحظور تداولها والتي يفرض على من يتداولها عقوبات كبيرة جدا من قبل القانون المصري في نفس السنة التي ظهر فيها وهي سنه 2014.
وبرغم خطورة الفودو إلا أن نسبة كبيرة جدا من الشباب تقدم على تعاطيه وذلك بسبب الترويج له بأنه يعمل على تحسين العلاقة الجنسية بصورة كبيرة ولذلك فإن الإقبال عليه في زيادة مستمرة من قبل الشباب صارفين النظر عن ما يخلفه من أعراض ومن أمراض تتسبب في دمار صحتهم.
ويتم التعامل مع الفودو في بعض الدول على أنه مجرد عشب لا يتم تدخينه ولا التعامل معه على كونه مخدر، ولذلك فهو مسموح بالتداول في بعض الدول بخلاف مصر والذي تم تهريبه إليها كمخدر يسمى أحيانا التعويذة .
ويعد مخدر الفودو هو من أكثر المخدرات ارتفاعا في السعر حيث بلغ سعره حوالي 300 جنيه في بداية ظهوره ولذلك فإن تداوله يتم غالبا بين أبناء الطبقة الغنية .
مدة خروج الفودو من الجسم
تعتبر اولى خطوات علاج ادمان الفودو هي التوجه إلى مصحة لعلاج الادمان في أقرب وقت ممكن ويتم في هذه المصحة منع المدمن نهائيا عن تعاطي الفودو إلى أن يخرج الفودو من الجسم نهائيا ولا يمكن الجزم بوجود مدة محددة لخروج الفودو من الجسم حيث أن خروج الفودو من الجسم يتوقف على عدة عوامل من هذه العوامل :
المدة التي كان يتعاطى فيها المريض الفودو، إلى جانب كمية الجرعات التي كان يتعاطاها المريض بجانب حالته النفسية وحالته الصحية وبعض العوامل الأخرى منها سنه ووزنه ولذلك فإن مدة خروج الفودو من الجسم غير محددة فهي تختلف من مدمن إلى آخر على حسب حالة المدمن وعلى حسب مدى استجابته للأدوية التي يقدمها له الأطباء في المستشفيات والمصحات والتي تساعد على طرد هذه السموم من جسمه بصورة نهائية .
الأعراض الانسحابية للفودو
وبمجرد توقف المدمن عن تعاطي الفودو وتدخينه فإنه تظهر أعراض الانسحاب عليه والتي تكون صعبة جدا في التحمل ولكنه يجب أن يمر بها لكي يستطيع أن يتعالج من ادمان الفودو نهائيا ومن هذه الأعراض نجد :
- زيادة واضطراب في معدل ضربات القلب .
- ارتفاع ضغط دم المدمن بصورة واضحة وملحوظة .
- الشعور بالألم في المفاصل تحديدا وفي الجسم عموما .
- حدوث رعشة في أطراف الجسم .
- التعرق بصورة مبالغ فيها .
- الشعور الدائم بالصداع وعدم القدرة على التركيز .
- حب للعزلة والعصبية بدون داعي .
- الشعور بالتوتر والقلق .
- اضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي. عموما والشعور بالغثيان والقيء .
- عدم القدرة على النوم والاصابة بالأرق .
علاج ادمان الفودو
عند بدء علاج ادمان المخدرات بوجه عام قد يلجأ المريض إلى علاج الادمان في المنزل بدون اللجوء إلى الطبيب وذلك لأنه يخشى من أن يطلع المجتمع المحيط به على كونه مدمنا، وقد يسبب له ذلك إحراجا كبيرا في المجتمع إلى جانب حدوث الكثير من المشكلات في عمله أو في العلاقات الانسانية والاجتماعية .
الا أنه في حالة ادمان الفودو فإن الأطباء يحذرون من العلاج في المنزل دون اللجوء إلى مصحة نفسية لعلاج الادمان لأن ادمان الفودو يعد من أصعب أنواع الادمان على الإطلاق كما أنه يسبب أعراضا انسحابية قوية جدا مقارنة بالأعراض الانسحابية للمخدرات الأخرى .
ولذلك فإنه لابد من التوجه إلى إحدى المستشفيات التي تقوم على علاج الادمان بصورة ممنهجة ومنظمة واحترافية تحت إشراف الأطباء الذين لهم خبرة كبيرة جدا في علاج الادمان .
ويبدأ علاج الادمان من الفودو من حيث يبدأ علاج ادمان أي نوع من أنواع المخدرات والخطوة الأولى دائما هي التوقف عن تعاطي المخدر نهائيا و بشكل كامل حتى تخرج تلك السموم من الجسم وهنا تبدأ أعراض الانسحاب الخطيرة جدا في الظهور .
والتي يعاني المدمن في أثنائها من أعراض نفسية منها الاكتئاب والشعور بالوحدة والرغبة في مفارقة الحياة ولذلك فإن المستشفى تفرض على المريض رقابة دائمة من قبل الممرضين والأطباء حتى لا يقوم بإيذتؤ نفسه في تلك المرحلة، إلى جانب تقديم بعض الأدوية له، تلك الأدوية تساعده على تخطي تلك الأعراض بصورة أكثر سهولة .
بعد ذلك تبدأ مرحلة الدعم النفسي والتي تشمل كل من الطبيب النفسي الذي يتحاور مع المدمن بشكل منطقي حتى يقوم بإرشاده إلى كيفية مواجهة المشكلات وحلها دون اللجوء إلى المخدرات التي تسبب في تعقيد الأمور أكثر وإلى تدمير الصحة وضياع الحياة .
اقرأ أيضا : اعراض الادمان على مخدر الهيروين
ولا تقتصر مرحله العلاج النفسي على الطبيب النفسي فقط وإنما تشمل كل من يحيط بالمدمن من الأسرة والأصدقاء وكل من له صلة قريبة منه فعليه أن يقدم له الدعم وعليه أن يسانده لكي يتخطي هذه المرحلة ويستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي .
وعلى المدمن نفسه يقع الدور الأكبر فعليه مقاومة نفسه ومواجهة مشاكله ومحاولة حلها وعليه أن يتسم بالصبر والجلد في طريقه لمعالجة الادمان لكي لا يعود له مرة أخرى، وينصح الأطباء النفسيين المدمن بعد أن يتعافى بأن يقوم بتغيير بيئته القديمة التي كان يتعاطى فيها المواد المخدرة .
وهذه البيئة القديمة قد تشمل الأصدقاء أو قد تشمل محل الإقامة أو قد تشمل محل العمل أيضا المهم هو أن يبتعد المدمن عن أي مكان أو أي شخص يذكره ويجذبه إلى تعاطي المادة المخدرة مرة أخرى حتى لا تضعف نفسه ويعود إلى الادمان من جديد، وربما هذه المرة لا يستطيع التعافي وينتهي به المطاف إلى تدمير حياته ومستقبله بالكامل .
تقوم مستشفى دار الشفاء بمساعدة مدمني المخدرات عموما والفودو خصوصا في الإقلاع عنه بشكل نهائي مستعينة في ذلك بمجموعة من الأطباء أصحاب الخبرة في مجال علاج الادمان في مصر