ما هو الادمان وهل يمكن علاجه الادمان هو التعلق بشيء معين وعدم القدرة على البقاء في حالة مستقرة وطبيعية بدون هذا الشيء، ومن أكثر أنواع الادمان انتشارا وتأثيرا على المجتمع من حيث الخطورة هو ادمان المواد المخدرة .
ما هو الادمان وهل يمكن علاجه
وقد انتشر ادمان المواد المخدرة في أرجاء العالم بأكمله، وزادت نسبة الادمان في المجتمعات خصوصا في الفترة الأخيرة، ويرجع ذلك إلى التحديات الكبيرة التي تواجه معظم الشباب في كافة المجتمعات، إلى جانب إصابتهم بحالة من الاحباط واليأس، وخصوصا في بعض الدول الفقيرة التي ساءت حالتها الاقتصادية في السنوات الأخيرة.
وتتعدد أنواع المواد المخدرة التي يقبل الشباب على ادمانها، فما بين أقراص المواد المسكنات التي صنعت خصيصا من أجل المرضى الذين يعانون من آلآم شديدة نتيجة الإصابة بأمراض مزمنة إلا أن البعض قد قاموا باستخدامها لأغراض ليس طبية .
وإنما تعاطوها فقط حتى تساعدهم على البقاء في حالة مزاجية جيدة، إلى جانب الحشيش الذي يساعد أيضا على حدوث حالة من السعادة والنشوة المؤقتة، بالإضافة إلى الكوكايين والهيروين والأفيون والكثير من المواد المخدرة الأخرى التي يتم تصنيعها وترويجها بين الشباب.
ومن أهم الأسباب التي تمنع عدد كبير من المدمنين من العلاج هو أن هؤلاء المدمنين يوقنون تماما بأنه لا يمكن علاج الادمان، وأن الادمان طريق لا نهاية له؛ وعلى الرغم من ذلك فإن الأطباء يؤكدون على أنه يوجد علاج للادمان، هذا العلاج يتم داخل المصحات المستشفيات الخاصة بعلاج الادمان تحت الرعاية الطبية الكاملة من الأطباء.
وفي الآونة الأخيرة فإنه قد تم الترويج إلى إمكانية علاج الادمان باستخدام بعض الأعشاب، هذه الأعشاب قد قام بعض التجار بالترويج لها على أنها هي الحل الوحيد للتعافي من الادمان .
ولكنه لا يوجد تقارير أو أبحاث تثبت صحة هذا الكلام، في نفسي الحين الذي يؤكد فيه الأطباء أن الأعشاب تستخدم فقط ربما للمساعدة على التعافي، ولكنه لا يوجد دليل قاطع يؤكد أن الأعشاب تعمل على التعافي من الادمان بشكل نهائي، وكذلك فإن الأطباء ينصحون المرضى المدمنين بعدم التعود على أي عشب، وعدم تناول أي من الأعشاب بدون إستشارة الطبيب.
كما أنه توجد شريحة أخرى من المدمنين يوقنون بأنه يمكنهم علاج الادمان عن طريق القرآن الكريم، وفي هذا الصدد فإنه لا يمكن لأحد أن ينكر ما للقرآن الكريم من دور وفضل عظيم في طمأنينة النفس وراحتها .
ولكن القرآن الكريم نفسه قد نصح الناس بالتداوي وذلك أخذا بالأسباب، فكيف يمكن أن يكون العلاج بالقرآن الكريم متناقضا مع العلاج الدوائي؟، إن ذلك غير صحيح حيث أن القرآن الكريم قد نصح في آيات عديدة البحث في الأسباب .
لذلك فإنه لا تعارض بين الاعتماد علي القرآن الكريم في طمأنينة النفس وراحتها مما يصيبها من هموم وبين الذهاب إلى الأطباء المتخصصين في مجال علاج حالات الادمان. أما عن العلاج المعترف بها عالميا والذي يساهم في علاج الكثير من المدمنين من الادمان نهائيا هو العلاج الطبي الدوائي .
والذي يتم عن طريق توجه المدمن إلى مصحه أو مستشفى لعلاج الادمان ويجب على المدمن أن يسأل جيدا ويبحث عن مصحة جيدة لعلاج الادمان بحيث يكون الأطباء بها ذوي كفاءة عالية، كما انه يجب أن يكون مشهود لها بمساعدة عدد كبير من المدمنين في التعافي حتى يكون المدمن مطمئن إلى المكان الذي سيتلقى علاجه بداخله.
وبمجرد أن يذهب المدمن إلى المصحة التي سيتلقى علاجه بها، فإنه يلتقي مع عدد من المتخصصين النفسيين والأطباء الذين سيقومون بالإشراف على علاجه، في هذه الجلسات المغلقة يقوم المتخصصين والأطباء بشرح خطة العلاج التي سيسير عليها المدمن في الفترة القادمة .
ومن المهم جدا أن يكون المدمن علي فهم كامل بالخطوات التي ستحدث مستقبلنا، ومن الضروري والهام أن يتحلى المدمن بالارادة والعزيمة والصبر حتى يتمكن من مواصلة مراحل العلاج دون أن ينتكس.
اضرار ادمان الكبتاجون و فوائد الكبتاجون
وتبدأ مراحل العلاج بالمرحلة الأولى وهي مرحلة العلاج عن طريق الأدوية، وفي هذه المرحلة يقوم الأطباء بمنع المدمن بشكل نهائي من تعاطى أي نوع من أنواع المواد المخدرة .
سواء كانت الماده التي كان مدمن عليها، أو أي مادة مخدرة أخرى، وبالتأكيد فإن هذه المرحلة لا تكون سهلة عن المدمن أبدا؛ حيث أن المدمن يواجه الكثير من الأعراض التي تسمى أعراض انسحاب المخدر من الجسم .
هذه الأعراض تكون متمثلة في الإصابة ببعض الآلام الشديدة في أنحاء جسده، إلى جانب الحالة النفسية السيئة جدا التي يصاب بها، كما أنه قد يصاب ببعض الهلاوس السمعية والبصرية التي تحدث له نتيجة لتأثير المواد المخدرة التي كان قد تعاطاها في السابق .
ويقوم الأطباء بإعطاءه بعض الأدوية، هذه الأدوية تعمل على تخفيف حدة هذه الأعراض وتقليل ظهور الهلاوس وتخفيف شدة الاكتئاب الذي يشعر به.
بعد تخطي هذه المرحلة ومرور وقت كافي لأن يكون قد خرجت جميع السموم من جسم المدمن فإن الأطباء يبدأون بعد ذلك في المرحلة التالية للعلاج وهي مرحلة العلاج النفسي التي يقوم بها أحد الأطباء النفسيين المتخصصين بداخل المستشفى .
وتتم عن طريق القيام بعدة جلسات مع المدمن، في هذه الجلسات يقوم الطبيب النفسي بمحاورة المدمن في محاولة منه لإعادة التأهيل السلوكي والنفسي له، حتى يتمكن من أن يعود فردا طبيعيا يواصل حياته في المجتمع بصورة جيدة وإيجابية.
ويؤكد الأطباء على أهمية هذه المرحلة من العلاج؛ حيث أنها لا تقل أهمية عن المرحلة الأولى من العلاج، وتستمر هذه المرحلة لفترة معينة، ولكنها غالبا ما تكون أطول من فترة العلاج الدوائي .
حيث تكون عبارة عن عدة جلسات نفسية يجريها الأطباء مع المدمن، هذه الجلسات قد تكون مع المدمن منفردا، وقد تكون مع مجموعة من المدمنين مجتمعين.
ومن أهم العوامل التي تساعد على نجاح علاج المدمن والتعافي من الادمان نهائيا هي امتلاك ذلك المدمن للرغبة الحقيقية النابعة من داخله في العلاج، هذه الرغبة والارادة الحقيقية في العلاج هي التي تحركه وهي التي تمكنه من تحمل ما يعانيه من آلآم شديدة في سبيل أن يتعافى تماما من ادمان المواد المخدرة .
وبعد أن يتعافى المدمن نهائيا من ادمان المواد المخدرة فإن عليه أن ييحث عن ذاته وأن يستمر في البحث عن حياة جديدة تليق به، هذه الحياة الجديدة قد تكون في أشخاص جدد يتعرف عليهم أو قد تكون في عمل جيد يشغله، المهم أن يجد شغفه في هذا العمل.
كما أن عليه أيضا أن يبتعد عن كل ما قد يستقطبه لتعاطي المخدرات مرة ثانية، وقد يكون ذلك العامل الذي يجذبه إلى المخدرات هو بعض الأصدقاء القدامى الذين كان يتعاطى معهم المواد المخدرة .
أو قد يكون متمثلا في بعض الأماكن التي كان يجلس فيها ويتعاطي المخدرات، أيا كان ذلك الذي يجذبه للادمان فإن الأطباء ينصحون يالابتعاد تماما عن هذه البيئات القديمة والأشخاص التي قد تستقطب المدمن لكي يعود للتعاطى مرة ثانية، كان أنهم ينصحون المدمن بأن يشغل جميع أوقات فراغه حتى لا يخلق لنفسه مجالا للتفكير في الادمان أو في غيره من الأشياء السلبية التي قد تدمر حياته.
تقوم مستشفى دار الشفاء بمساعدة مدمني المخدرات في الإقلاع عنه بشكل نهائي مستعينة في ذلك بمجموعة من الأطباء أصحاب الخبرة في مجال علاج الادمان.
التنبيهات/التعقيبات