علامات تلاحظها على الشخص المدمن يفيد الكثير من الأطباء والمتخصصين في مجال علاج الادمان أنه كلما كان علاج الادمان في مرحلة مبكرة من الادمان، فإن ذلك يسهل على الأطباء وعلى المدمن نفسه مهمة التخلص من الادمان بشكل نهائي والتعافي منه .
علامات تلاحظها على الشخص المدمن
ولكي يتم اكتشاف وجود مدمن في الأسرة بشكل مبكر فإن الأطباء المتخصصين في علاج حالات الادمان من المخدرات قد وضعوا بعض النقاط والعلامات المميزة التي تظهر على المدمن والتي تلاحظها الأسرة ومن ثم تشك في كون هذا الفرد من من أبنائها مدمنا للمواد المخدرة .
وعندما تدرك الأسرة وجود هذه العلامات على المدمن فإنها تذهب به إلى أقرب معمل تحاليل أو تقوم بسؤاله ومتابعة سلوكياته للتبين مما إذا كان هذا الشخص مدمنا للمخدرات فعلا أم لا .
وهنا يجب ذكر أنه يقع على عاتق الأسرة عدة أدوار في مراحل علاج المدمن، هذه الأدوار تبدأ بملاحظة تصرفاته التي قد تكون غريبة عن الشائع والمألوف، والتي قد تكون غريبة أيضا بالنسبة لسماته الشخصية التي اعتادت عليها الأسرة في الفترات السابقة، ومن هذه الأعراض أو العلامات التي تظهر على مدمن المخدرات والتي قد أجمع غالبية الأطباء على كونها غالبا ما تظهر على جميع المدمنين ما يلي:
اهم العلامات التي تلاحظها على الشخص المدمن؟
2- يتسم هذا الشخص مدمن المخدرات بأنه ينسى كثيرا، ولذلك فإنه لا يتذكر الكثير من المواعيد الهامة والمناسبات.
3- إلى جانب أن مستواه الدراسي والتحصيلي يتأخر كثيرا عما كان عليه في السابق، وهذه العلامات تمثل إنذار تحذيريا شديدا للأسرة بأن هذا الشخص قد يكون مدمنا للمواد المخدرة.
4- إلى جانب أن الشخص مدمن المخدرات غالبا ما يطلب الكثير من الأموال من أسرته، ويبرر ذلك بالكثير من الحجج، هذه التعليلات قد لا تكون مقنعة بالنسبة للأسرة، وذلك يدفعها إلى مراقبة تصرفاته والتبين مما إذا كان هذا الشخص يستخدم هذه الأموال فيما يذكر من أسباب، أم أنه يستخدمها لشراء المواد المخدرة.
5- إلى جانب أن الشخص المدمن لا يتسم بالتركيز في الأمور وإنما يكون دائما شارد الذهن مغيبا عن الأحداث التي تدور حوله.
6- ويكون الشخص مدمن المخدرات محبا للعزلة، هذه العزلة يفرضها على نفسه وتفرضها عليه المواد المخدرة، حيث أنه لا يستطيع أن يتحدث إلى الكثير من الناس؛ فهو يخشى أن يكتشف أحد أنه مدمنا للمخدرات، إلى جانب أن ادمان المخدرات يتسبب في حالة نفسية سيئة أحيانا، هذه الحالة النفسية تجعله يميل أكثر إلى العزلة، وتصيبه بالاكتئاب في بعض الأحيان وخصوصا إذا تأخر في تعاطي جرعة المخدر.
كل هذه الأعراض عندما تظهر على الشخص مجتمعة أو منفردة، فإنه يجب على الأسرة أن تتحرك وتتخذ خطوات للتأكد مما إذا كان هذا الشخص قد ادمن المواد المخدرة فعلا أم أن هذه العلامات هي مجرد مصادفات، وعندما تتأكد الأسرة من أن هذا الشخص مدمنا للمواد المخدرة بالفعل فإنها بذلك تبدأ رحلة العلاج من الادمان.
وتبدأ هذه الرحلة من مرحلة النصح والارشاد، حيث تقدم الأسرة النصح والارشاد للمدمن والتوعية بخطورة المواد المخدرة على صحته وعلى مستقبله، ويقوم الأفراد داخل الأسرة بتبصرته بحجم المخاطر التي سيتعرض لها في المستقبل إذا ما استمر في تعاطي المواد المخدرة .
ويجب أن يقدم ذلك النصح والارشاد للمدمن بطريقة حسنة وجيدة، حتى لا يقوم المدمن بالاصرار على الادمان، فمن الممكن أن يؤدي النصح بطريقة فظة إلى نتائج عكسية وغير مرغوب فيها على الإطلاق.
وعندما يقتنع المدمن بضرورة العلاج من الادمان فإنه يكون على الأسرة أن تأخذه إلى مستشفى لعلاج الادمان من المخدرات تكون ذات سمعة جيدة في مجال علاج الادمان .
وبعد ذلك تبدأ مراحل علاج الادمان ، وتختلف الفترة التي يتم فيها علاج الادمان من شخص إلى آخر وذلك لأن كل مدمن يتسم بعدة صفات مختلفة عن المدمن الآخر، حيث أنه يختلف عنه في المادة التي يدمنها .
إلى جانب اختلاف السن واختلاف الفترة التي تعاطى فيها المواد المخدرة، إلى جانب اختلاف كمية المواد التي تعاطاها المدمن، كل هذه الأشياء تجعل من تحديد فترة معينة لعلاج الادمان من المخدرات بشكل نهائي غير ممكن .
إلى جانب أنه توجد مرحلة تسمى مرحلة ما بعد العلاج، في هذه الفترة يتردد المدمن على الطبيب النفسي، ذلك الطبيب يقوم بمتابعته من وقت لآخر لكي يمنع من انتكاسته مرة أخرى.
وأول مرحلة من مراحل علاج الادمان من المواد المخدرة والتي تتم في المستشفى الخاص بعلاج الادمان تسمى مرحلة سحب السموم، وفي هذه المرحلة يتم استخدام الأدوية فتسمى أيضا بمرحلة العلاج الدوائي .
فتبدأ بمنع المدمن من تعاطي المواد المخدرة، ثم بعد ذلك يتم إعطائه الأدوية، تلك الأدوية تساعده على تخطي مراحل أعراض الانسحاب وتساعدخ على تجاوز الآلام النفسية والجسدية الكبيرة التي يشعر بها من جراء التوقف عن تعاطي المواد المخدرة.
وبعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة في العلاج وهي مرحلة العلاج السلوكي النفسي، والتي تتم على يد أحد المتخصصين النفسيين في علاج المدمنين من المخدرات، في هذه المرحلة يقوم الأخصائي النفسي بإعادة تأهيل المدمن حتى يتمكن من معاودة الحياة في المجتمع بشكل طبيعي .
كما أنه يجعله يقبل على الحياة مرة ثانية، ويساعده في حل المشكلات التي دفعت به إلى تعاطي المواد المخدرة منذ البداية، وبعكس ما يفعل البعض من تقليل لقيمة العلاج النفسي والسلوكي فإن الأطباء يؤكدون أن علاج الادمان من المخدرات لا يمكن أن يتم بشكل كامل وصحيح بدون العلاج النفسي الذي يعمل على مساعدة الفرد المدمن على تخطي مرحلة الادمان والعودة لبدء الحياة من جديد.
تبدأ بعد ذلك مراحل ما بعد علاج الادمان، وفي هذه المراحل يتم معالجة الأمراض التي قد يكون قد تسبب الادمان في ظهورها، حيث أن هناك بعض أنواع من الادمان للمواد المخدرة تتسبب في ظهور أمراض تؤثر على صحة الإنسان وسلامته، ويقوم المدمن بعد التعافي بعلاج هذه الأمراض ومحاولة التعافي منها بشكل نهائي.
ولا يتوقف دور الأسرة عند هذا الحد، حيث أنه يجب على الأسرة أن تقوم بتقديم الدعم النفسي والمعنوي العاطفي للمدمن، حيث أنه يكون في أمس الحاجة إلى مثل هذه المشاعر الطيبة من قبل أسرته .
وذلك بسبب أنه بعد التعافي من الادمان فإنه يكون لا يمتلك الثقة في نفسه وغالبا ما تتسرب إليه الكثير من المشاعر السلبية تجاه نفسه، وهذه المشاعر السلبية قد تدفعه إلى التفكير في الانتحار، ولكن على الأسرة أن تقف بجانبه وتقنعه بكون ادمان المخدرات كان مجرد مرحلة من مراحل حياته وقد تجاوزها بنجاح والآن هو شخص جديد مقبل على بدء حياة جديدة.
تقوم مستشفى دار الشفاء بمساعدة مدمني المخدرات في الإقلاع عنه بشكل نهائي مستعينة في ذلك بمجموعة من الأطباء أصحاب الخبرة في مجال علاج الادمان في مصر.