ادمان الكحول وعلاجه يعرف الكحول على أنه أحد المواد السامة والتي توجد في المشروبات التي تسمى بالمشروبات الروحية، وهذه المشروبات منها كل من النبيذ والبيرة والخمرة المقطرة، وتعرف تلك المجموعة من المشروبات كيميائيا ب “مجموعة الإيثانول”، ويحتوي الإيثانول على مجموعة واحدة من الهيدروكسيل، كما أنه يحتوي على ذرتين من الكربون، وتعتبر المواد الكحولية واحدة من أكثر المواد سمية وضررا على الجسم، ويرجع ذلك إلى قدرة الكحول الكبيرة على إذابة للدهون التي توجد بداخل أغشية الخلايا؛ وذلك يعمل على قتل هذه الخلايا وتدمير تركيبها، ولذلك فإنه من الواجب على مدمن الكحول أن يبادر فورا لتلقي العلاج والتخلص من الادمان.
هذا بالإضافة إلى أن الكحول يعمل أيضا بنفس الطريقة على العنصر الفعال للميكروبات، لذلك فانه يتميز بقدرته الكبيرة على التعقيم، ويعتبر الإيثانول هو أقل أنواع المواد الكحولية سمية وضررا على جسم الإنسان، وحين يتم إجراء تخفيف للكحول بالشكل الكافي، فإنه يصبح له تأثيرا قويا على دماغ الإنسان؛ ولهذا فإن بعض مدمني الكحول والخمور تكون لديهم رغبة كبيرة في الحصول عليها، ولذلك فإنه من الواجب أن يتم التنويه والتحذير بأن تناول أي كمية من الكحول والخمور سواء كانت كبيرة أو صغيرة، مخففة أو مركزة فإن ذلك يعد خطرا على صحة الإنسان، وهذا يعني أن تأثير الكحول على صحة الإنسان دائما ما يكون سلبيا وضارا.
ويقبل الكثير من الناس على تناول الكحوليات وذلك حتى يهربوا من مواجهة مشكلاتهم، ولكن الأضرار البالغة التي يسببها ادمان الكحوليات يجب أن تدفع المدمن إلى أن يتوقف عن تعاطيه، ويجب عليه أن يعرف جيدا أن أفضل وسيلة لحل مشكلاته هي مواجهتها وليس الهروب منها واللجوء إلى تناول الكحوليات.
يعد كل من الخمر والكحول من أكثر المواد التي تعمل على حدوث إبطاء وظائف الجسم المختلفة؛ ولهذا فإنه قد يتعرض الإنسان خلال قيادته تحت تأثير الكحول أو الخمر لوفاته، وقد تم التوصل من خلال الأبحاث والدراسات الاستقصائية إلى أن حوادث السيارات والتي تنجم عن قيادة بعض السائقين تحت تأثير الكحول تزيد بإحدى عشر مرة أكثر من باقي الأشخاص والذين يقودون السيارات دون تناول الكحول، والسبب في ذلك هو أن رد فعل الأشخاص الذين يقودون تحت تأثير الكحول والخمر تكون ردود أفعالهم أبطأ من اولئك السائقين الذين يقودون ببدون تناول الخمر أو الكحول، بالإضافة إلى أن القدرة على الإدراك تضعف جدا لدى السائقين تحت تأثير الكحول، وذلك بالطبع يؤدي إلى التصادم ووقوع الكثير من الحوادث والتي قد تؤدي إلى الوفاة.
ما هي اضرار ادمان الكحول ؟
أضرار للخمور والكحوليات تظهر على المدى القريب
- ضعف قدرة الإنسان على الإدراك.
- يكون رد فعل مدمن الكحول بطيء وضعيف.
- الغثيان.
- حدوث تضرر في التناسق.
- الشعور بالصداع والألم الشديد.
- فقدان الوعي بشكل كبير.
- القيء المستمر مع وجود ضعف في الرؤية وثقل في اللسان.
أما عن الأضرار التي تنجم عن إدمان الخمر على المدى البعيد فهي:
- حدوث أضرار كبيرة وخطيرة جدا تؤثر على الكبد ووظائفه.
- ظهور اضطرابات كثيرة جدا على الجهاز الهضمي وعلى وظائفه، بالإضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بإلتهاب في البنكرياس والقرحة.
- حدوث تضرر لكل من الدماغ والجهاز العصبي بأكمله، ويؤدي ذلك التضرر للدماغ والجهاز العصبي إلى حدوث فقدان في الذاكرة، ونقص في إفراز الهرمونات بالإضافة إلى تشويش التفكير.
- زيادة احتمالية الإصابة بسرطان في الجهاز الهضمي، واحتمال الإصابة بسرطان الثدي بالنسبة للنساء المدمنات للخمر أو الكحول.
- زيادة احتمالية الإصابة بكل من اللسكتة الدماغية والأمراض القلبية.
- كثرة الشعور بالغضب الشديد والاكتئاب والقلق.
مراحل علاج ادمان الكحول
ويتم علاج ادمان الكحول على عدة خطوات، والخطوة الأولى هي أن يتم التوقف عن تعاطي المواد الكحولية، ويتم ذلك التوقف تدريجيا إلى أن يتوقف المدمن تماما عن تناول الكحوليات، وبعد ذلك تبدأ الخطوة التالية وهي الديتوكس.
والديتوكس هو عبارة عن نظام غذائي يقوم الطبيب المشرف على علاج ادمان الخمر بتخصيصه للمدمن، ويعمل ذلك النظام على تفريغ وتخليص الجسم من السموم، حيث أن المدمن يحتاج إلى مرحلة الديتوكس أولا، وقد تظهر أعراض الانسحاب خلال هذه المرحلة.
ما هي الأعراض الانسحابية لادمان الكحول ؟
ولكن في بعض الحالات فإن المدمن قد يعاني من بعض المضاعفات الشديدة التي تحدث نتيجة لزيادة إفراز بعض الهرمونات والتي تؤثر على نشاط جهازه العصبي والأعراض الإنسحابية لـ ادمان الكحول هي،
- الاحساس بالصداع ووجود ألم في الرأس.
- الشعور بالغثيان.
- التعرق الشديد.
- وجود رغبة في التقيؤ.
- الشعور بالقلق والإجهاد الشديد.
- حدوث تقلصات في المعدة واسهال.
- حدوث اضطرابات في النوم وفقدان للتركيز.
- ارتفاع في معدل ضربات القلب وفي ضغط الدم أيضا.
بعد انتهاء هذه المرحلة فإن المرحلة التالية تبدأ، وهي مرحلة إعادة التأهيل السلوكي والنفسي، وفيها يقوم الأطباء النفسيين بإجراء جلسات مع المدمن، هذه الجلسات يتم فيها محاولة إعادة التأهيل السلوكي والنفسي له حتى يمتنع عن تعاطي الكحوليات مرة ثانية، ولا تقل هذه الخطوة أهمية عن العلاج الدوائي وسحب السموم من الجسم ومرحلة الديتوكس؛ حيث أنها تعتبر ضمانا لعدم عودة المدمن للادمان مرة أخرى.
اما الخطوة التالية فهي الحماية من الانتكاسة، وفيها يقوم الأطباء بإجراء العلاج الاسرى، وهذا العلاج النفسي يتم عن طريق التواصل مع أسرة المدمن وتوعيتهم بضرورة معاملة المدمن معاملة حسنة، وتعريفهم بالطريقة المثلى للتعامل معه حتى لا ينتكس ويعود إلى تعاطي الكحوليات مرة ثانية.
بالإضافة إلى أن مرحلة الحماية من الانتكاسة يكون للمدمن نفسه دور كبير جدا فيها، حيث أن امتلاك المدمن الرغبة الحقيقية في عدم الرجوع لتناول الكحوليات من جديد يكون له دور كبير في انجاح عملية التعافي من الادمان، فبعض المدمنين بعد تعافيهم فإنهم يقومون بحضور مؤتمرات ومجموعات دعم وذلك لمساعدة المدمنين على التوقف عن تناول الكحوليات.