علاج الادمان على الالعاب الالكترونية أثبتت كثير من الدراسات الأمريكية والكندية التي تم إجراؤها مؤخرا على أن هناك عدد كبير جدا من الأطفال الذين قد ادمنوا انواع كثيرة من الألعاب الالكترونية، وأشارت هذه الدراسات إلى أن طفلين من كل ثلاثة أطفال يمضون ساعات طويلة جدا في الألعاب الالكترونية .
علاج الادمان على الالعاب الالكترونية
كما أن 30% من الأطفال قد ادمنوا هذه الألعاب، وتمتد خطورة تلك الألعاب الالكترونية بسبب كونها لا تهدد الأطفال فقط ولكنها امتدت أيضا لتشمل الرضع، ففي دراسات كثيرت أجريت ثبت أن الكثير من الأطفال الرضع يتعاملون مع الهواتف الذكية والتابلت، ويؤدي ذلك إلى تعرض هؤلاء الأطفال لأخطار شديدة تؤثر على الصحة النفسية والجسدية لديهم بشكل كبير.
ومن هذه المخاطر التي يتعرض لها الأطفال المدمنين على الألعاب الالكترونية ما يلي :
- يؤدي استخدام الألعاب الالكترونية والجلوس إلى الهواتف أو أجهزة التابلت لفترات طويلة إلى أن الطفل يصاب بالبدانة؛ حيث أنه لا يتحرك كثيرا، وبذلك فهي تؤدي إلى المزيد من الأخطار الأخرى بسبب تلك البدانة مثل إصابة الطفل بمرض السكري من الدرجة الثانية، إلى جانب احتمالية اصابته بالكثير من أمراض القلب.
- إلى جانب أن الجلوس الطويل إلى الهواتف الذكية وممارسة الألعاب الالكترونية يؤدي إلى إصابة الطفل بالعديد من أعراض مرض التوحد، لا يصاب بالتوحد وإنما تظهر عليه أعراض شبيها به؛ حيث أنه يفقد قدرته على التواصل مع الآخرين بالتدريج .
- كما أن الكثير من الدراسات الحديثة أكدت أن الطفل الذي يدمن الألعاب الالكترونية عندما يكبر فإنه يصاب باضطرابات في النوم والكثير من الاضطرابات النفسية الأخرى، وسوء الحالة النفسية وقد يتعرض إلى الاكتئاب، كما أنه يكون شخص مزاجي جدا.
- إلى جانب أنها تؤثر على صحته الجسدية؛ حيث يتأثر ظهر الطفل وعموده الفقري، ودرجة نظره بسبب طول مدة جلوسه إلى الهاتف.
- كما أن هذه الألعاب الالكترونية يمكنها أن تصيب الأطفال بالعنف الشديد، حيث أن هناك أكثر من لعبة تعلم الأطفال العنف، ولذلك فإن أسلوب الطفل يتحول إلى العدوانية الشديدة مع إخوته وأصدقائه في المدرسة، كما أن اسلوبه يكون حاد حتى مع من هم أكبر منه سنا مثل معلميه ووالديه، فنجد أنه يرد بطريقة غير لائقة.
هناك عدة أسباب قد أدت إلى انتشار مثل هذه الألعاب بين الأطفال، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي :
- كثرة انتشار وسائل التواصل والهواتف بين الأطفال، حيث يقومون الوالدان بشراء هذه الهواتف للأطفال بحجة تسليتهم.
- إلى جانب أن الأطفال يقلدون ما يرون، فعندما يكون الوالدين يستعملون الهواتف الذكية كثيرا فإن الأطفال بالطبه سيقلدونهم .
- قيام بعض أولياء الأمور بتشجيع أطفالهم وتقديم التعزيز لهم عندما يتمكنوا من التعامل مع هذه الألعاب، ذلك التشجيع الذي قد يكون مباشر عن طريق عبارات الثناء والفخر، وقد يكون غير مباشر عن طريق الابتسام للطفل.
- ولكن الكثير من أطباء الأطفال والأخصائيين النفسيين يؤكدون على الخطورة الشديدة لمثل هذه الألعاب الالكترونية حيث أنها تؤثر تأثيرا كبيرا على الطفل، ويمتد ذلك التأثير إلى قدرات الطفل الأساسية، ومنها قدرات التواصل و الانتباه والتذكر؛ حيث أن هذا الطفل لا يستطيع الانتباه والتركيز والتواصل مثل الطفل الذي لا يتعامل مع هذه الألعاب أو يتعامل معها لوقت محدد جدا.
- وأما عن الوقت المفترض أن يمارس فيه الطفل الألعاب الالكترونية، فإن الأطباء يحذرون تماما من أن يتعرض الطفل منذ ولادته وحتى أن يتم الثلاث سنوات للهواتف الذكية وأجهزة التابلت بأي شكل من الأشكال؛ وذلك لما لها من أضرار بالغة على صحته، كما أنها تصيب الطفل بالكثير من الاشعاعات، وتلك الاشعاعات على مر السنين تتسبب للطفل في الإصابة البكثير من الأمراض الخطيرة.
إلى جانب أنه على الأطفال من سن ثلاث سنوات إلى ما فوق ذلك، فإنه يجب أن يمارس الطفل هذه الألعاب لمدة لا تزيد عن ساعة واحدة في اليوم، وحتى سن الثامنة عشر فإنه لا يجب أن يمارس الأطفال هذه الألعاب لفترة تزيد عن الساعتين في اليوم.
وإذا زاد الاستخدام عن ذلك فإن هذا الطفل يكون مدمنا للألعاب الالكترونية ويجب مساعدته وعلاجه؛ حتى لا تؤثر عليه هذه الألعاب أكثر من ذلك من الكثير من الأخطار الأخرى.
ويستطيع الأبوين أن يساعدا الطفل على التخلص من ادمان تلك الهواتف الذكية والألعاب الالكترونية عن طريق الكثير من الخطوات ومنها ما يلي :
- تحديد وقت معين لاستخدام هذه الهواتف، ذلك الوقت يكون وقت محدد ولا يجب على الآباء أن يقوموا بمد هذا الوقت الطفل بأي شكل من الأشكال وعلى أي حال من الأحوال.
- كما أنه يجب عليهما أن يشجعا الأطفال على ممارسة كل ما هو مفيد ونافع من الهوايات مثل الرسم و القراءة و غيرهما من الهوايات الأخرى.
- وعلى أفراد الأسرة أيضا أن يقوموا بتوعية وتنبيه الأطفال بخطورة مثل هذه الألعاب الالكترونية على صحتهم الجسدية والنفسيه؛ حتى يكون الطفل على وعي كامل بما يتعرض له من مخاطر شديدة بسبب تلك الألعاب الالكترونية، إلى جانب أن للمدرسة دور كبير في مساعدة الطفل على التخلص من ادمان هذه الألعاب الالكترونية عن طريق توعية الأطفال بمدى خطورة هذه الألعاب على صحتهم.
وفي بعض الدول المتقدمة الغربية فإنه قد تم إنشاء أكثر من مصحة لعلاج الأطفال المدمنين على الألعاب الالكترونية بشكل نهائي، هذه المصحات يتواجد فيه اخصائيين وأطباء نفسيين متمكنين يقومون بعمل جلسات نفسية مع الأطفال حتى يساعدوهم فيها على التخلص من ادمان الألعاب الالكترونية .
إلى جانب أنه يجب على أفراد الأسرة مراقبة المحتوى الذي يشاهده اولئك الأطفال على الهواتف الذكية، ويجب عليهم أن يجلسوا معهم أطول فترة ممكنة، ويجب عليهم أيضا أن يقوموا بنناقشتهم حتى يمتنعوا عن تلك العادة التي ستؤدي إلى اصابتهم بالعديد من المضاعفات.
ولا يقتصر ادمان الألعاب الالكترونية على الألعاب الالكترونية الموجودة على الهواتف فقط ولكنه يمتد ليشمل الألعاب الالكترونية المتصلة بشبكات التواصل الاجتماعي والانترنت .
حيث أن تلك الألعاب الالكترونية المتصلة بالانترنت تزيد من حدة الادمان وخطورته، حيث أنه يمكن الطفل من التواصل مع عدد كبير من اللاعبين الآخرين، وهذه يحفزه على الاستمرار في اللعب لساعات طويلة.
وقد أشارت دراسات أجريت في الفترة الأخيرة إلى أن أكثر من نصف الأطفال الذين يستخدمون الهواتف ويلعبون الألعاب الالكترونية لمدة تزيد عن ال 7 ساعات يوميا، وهذا ينذر بمخاطر شديدة جدا سوف يتعرض لها هؤلاء الأطفال مستقبلا .
وبكل تأكيد فإن المسئولية بشكل كامل تقع على عاتق الأسرة وأولياء الأمور؛ حيث يجب عليهم أن يقوموا بتحديد وقت معين للأولاد ليجلسوا إلى هواتفهم، ولا يجب أن يزيد ذلك الوقت عن ساعة أو ساعتين على أقصى تقدير .
ويجب تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضات المفيدة مثل السباحة والجري وكرة القدم وغيرها من الأنشطة الأخرى الممتعة، إلى جانب أنه يجب ملاحظة سلوكيات الطفل بشكل دائم ومراقبة المحتوى الذي يقوم الطفل بمشاهدته، لأن هناك بعض المحتويات غير مناسبة ولا يجب أن يشاهدها الأطفال.