قصص عن ادمان الهيروين تمتلئ مصحات علاج الإدمان من المخدرات، الكثير من القصص المأساوية والمؤلمة عن حالات إدمان الهيروين وغيره من أنواع المخدرات القاتلة، لذلك قررنا أن نقدم لكم بعض من هذه القصص لعلها تكون عبرة لكم من الاقتراب من مجرد تجربة هذه القنبلة الموقوتة.
القصة الأولي من قصص عن ادمان الهيروين بعنوان” عواقب القسوة”
تبدأ القصة عندما لاحظ أحمد الحزن الواضح على وجه صديقه “محمود” طوال الوقت، فقرر أحمد أن يسأله عن سبب هذا الحزن، وكان رد محمود أنه يعاني كثيراً من قسوة والده، الذي حول حياته لسجن يريد التحرر منه بأي وسيلة، ومن هنا كانت البداية.
عندما أجاب عليه أحمد وأخبره أن الحل لديه، حينها برقت عينا محمود وهو ينتظر بلهفة لمعرفة الحل الذي يحرره من سجن ابيه، وأخذه أحمد إلى مكان بعيد عن أعين الجميع واخرج له سيجارة ملفوفة بشكل يدوي وطلب منه أن يجربها.
وبمجرد أن أخذ محمود نفساً واحداً، وبمجرد أن دخل الدخان لصدرة، أحس أنه لا يستطيع التنفس، وبدأ أن يسعل بشدة، حينها ابتسم أحمد وقال لا تحكم عليها الآن ولكن انتظر قليلاً، وبالفعل بعد فترة ليست طويلة، بدأت تظهر على محمود أعراض غريبة.
وبدأ يتساءل عما شربه، ولم يتفاجأ كثيراً عندما قال له صديقه أنه حشيش، وأخذ يصف شعوره وكأنه يطير عن الأرض، ومنذ ذلك الموقف أصبح محمود ينتظر مقابلة صديقه أحمد بفارغ الصبر، ليتواروا عن أنظار الجميع ويدخنون سيجارة الحشيش ليكتمل يومهم.
ولكن في إحدى الأيام رآهم مدرس كان يتجول بالقرب من مكان اختباءهما، وهما جالسين وبيدهم سيجارة الحشيش، فذهب بهم إلى مدير المدرسة، وتم استدعاء أولياء أمورهم، وبالطبع تم اتخاذ قرار بفصلهم من المدرسة حتى لا يكونوا قدوة سيئة لزملائهم، ومن هنا تبدأ مأساة أخرى.
فكانت تلك الواقعة بمثابة الوقود الذي زاد من لهيب القسوة عند والد محمود، ولم يكتفي بتعنيفه وضربه ضربا مبرحا فقك، ولكن قام بطرده من المنزل، فلم يجد محمود ملجأ له سوى صديقه أحمد، وعرض عليه أن يقيم معه في منزله، فوالداه منفصلان ولا يأتي أحد لزيارته.
وبالفعل انتقل محمود للإقامة مع صديقه، وما تركا نوع من أنواع المخدرات إلا وتعاطوه، بل وبدأوا في توزيع بعض منها ليحصلوا على الأموال التي لم تعد تكفي احتياجهما لشراء المخدرات، استمرا على هذا الحال حتى اليوم المشؤوم الذي تعاطى فيه أحمد كمية كبيرة من الهيروين ولكنه لم يستطع تحملها، وحدث له هبوط حاد في الدورة الدموية وتوفى في الحال.
وحين نقله صديقه محمود للمستشفى محاولاً انقاذه، قامت المستشفى بتبليغ الشرطة الجنائية، كإجراء طبيعي في تلك الحالات ، فوجهت الشرطة التهمة لمحمود، و لم يجد مخرجاً له من هذه الكارثة سوى الاعتراف بكل شيء، فتم الحكم عليه بالسجن مع القضاء فترة العلاج من الإدمان، وقد أصبح مستقبله غامض غير واضح المعالم.
القصة الثانية من قصص عن ادمان الهيروين بعنوان “أصدقاء السوء”
تحكي القصة عن شاب وقع في فخ وبرازق الإدمان المظلمة ولم يستطيع انقاذ نفسه بعد فوات الأوان، وتبدأ القصة عندما كان “عمر” في سن ال15 أي في سن المراهقة، يحكي “عمر” قصته قائلا، كنت لاعباً محترفاً للكاراتيه، وفي إحدى المباريات التي فزت بها، تعرفت على شاب من المدعين أنهم معجبين بأدائي واقنعني بأنه يريد أن أعلمه الكاراتيه.
وهنا بدأت القصة وذلك عندما كان يدعوني لحضور أحد الحفلات الصاخبة معه كنوع من أنواع رد الجميل، ومن خلال هذه الحفلات بدأت في التعرف على عالم المخدرات والمسكرات رويداً رويداً، وفي خلال ثلاث سنوات انجرفت دون أشعر الى حفرة الإدمان، بعد أن بدأت في تجريب بعضها ثم تناول الكثير منها إلى أن استقريت على تناول الهيروين بكميات كبيرة حتى أصبحت مدمناً له.
ولكن تغيرت حياة عمر تماماً عندما تم اكتشاف أمر إدمانه ، وبهد أن توجهت به أسرته في الحال إلى مستشفى دار الشفاء لعلاج الادمان، وقد استمرت فترة معالجته ما يقرب من العام، وما زال يتلقى المتابعة الخارجية بعد خروجه من المستشفى.
القصة الثالثة من قصص عن ادمان الهيروين بعنوان” التجربة تقودك أحياناً للندم”
يحكي “عبد الرحمن” عن مأساته قائلاً، لقد كنت من الأشخاص المحترمة جدًا يعرفني الجميع، ويكنون لي مشاعر الحب والاحترام، ولكن بدأت قصتي عندما كنت جالسًا مع أصدقائي ذات يوم، وكنت ألاحظ دائماً أنهم يجعلوني أشعر بسعادة كبيرة عند لقائهم بسبب تعاطيهم الحشيش فكانوا يضحكون ويمرحون بطريقة أثارت فضولي لاكتشاف السر وراء هذا الشعور.
ولم أكن أتوقع ابدأ أننى سوف أكون مدمن بمجرد التجربة، كنت أشعر بالراحة والسعادة عند تعاطي الحشيش، حتى أصبح جزء من حياتي، فكان مرتبط بكل شيء في حياتي اتناوله عندنا أكون سعيدا أو حزينا، وفي جميع المناسبات، إلى أن بدأت أفقد الإحساس الرائع الذي كان يسببه الحشيش.
وبدأت في البحث عن مادة أخرى تشعرني بهذا الإحساس الذي افتقدته، ولجأت إلى الهيروين، وكان بالفعل له سحراً أخر، فكنت أفقد معه أي احساس بالوجع أو التعب أو الغضب، كنت أشعر وكأنني في عالم أخر.
ولكن بعد فتره من تعاطيه أيقنت أننى “اتعاطى لأعيش، وأعيش لأتعاطى“، وبعد ذلك تدمرت حياتي، وتحولت إلى شخص مؤذي لجميع من حولي، حتى أهلي، فقد بدأت أسرق وأكذب، وانصب لأحصل على المزيد من المال، وبالرغم من ذلك مازلت مستمر في التعاطي.
ولكن في لحظة أدركت انني اقتربت من الموت وبدأت أفكر هل هناك مخرج من هذا النفق المظلم، ولكن في كل محاولة لإنقاذ تفسي، أشعر وأن بقائي في الإدمان أسهل بكثير من اتخاذ قرار العلاج، ولكني مازلت أحاول، حتى أخذني أحد أصدقائي إلى مستشفى دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الإدمان.
وهناك بدأت في استرجاع المبادئ التي فقدتها بسبب تعاطي المخدرات، وساعدني الفريق الطبي المدرب على علاج جميع حالات الإدمان على إخراج كل ما يدور بداخلي، حتى وصلت لمرحلة جيدة جداً في التعافي ، ومازالت اتابع مع العيادات الخارجية حتى أصل للتعافي التام.
وأخيراً لا تيأس……
بعد أن سردنا قصص هؤلاء الشباب الذين وقعوا في فخ الإدمان على الهيروين ، والذين عاشوا فترة كبيرة من حياتهم في معاناة حقيقية من آثار هذا المرض اللعين، نحن هنا لنخبرك أنه دائماً ما يكون هناك أمل حقيقي في التعافي من ادمان الهيروين ، حيث يقدم فريق العمل في مستشفى دار الشفاء للصحة النفسية وعلاج الادمان الكثير من الخدمات الطبية التي تساعد المدمن على تلقي العلاج، سواء العلاج الجسدي أو العلاج النفسي الفعّال الذي يهدف إلى عيش حياه طبيعية، فلا تفقد الأمل أبداً وتذكر دائماً أنك لست وحدك.