[منى المتيم]

عرف كلا من الهيروين والكيتامين أو ( الكا ) كما يطلق عليه بأوساط المخدرات بتأثيرهم القوي على المتعاطي والذي يبدأ من الشعور بالاسترخاء ووصولاً إلى الشعور بالسعادة والنشوة الزائدة التي تحدث نتيجة حدوث خلل بكمياء المخ ،

ولكن أيهما الأقوى من حيث التأثير على العقل البشري والمخ ، هذا ما سنتعرف عليه من خلال السطور التالية

تأثير مخدر الهيروين على الدماغ :

يظهر تأثير مخدر الهيروين على المدى القريب عند بدأ عمل المركبات الأفيونية الموجودة به والتي تؤدي على إبطاء العديد من وظائف الجسم ، وتعمل هذه المركبات على إيقاف الشعور بالآلآم سواء العاطفية أو الجسدية ، وبمرور الوقت يبدأ هذا التأثير في التلاشي بشكل تدريجي ، ومن ثم يجد المتعاطون أنفسهم بحاجة ملحة إلى زيادة الجرعات التي يتعاطعوها من أجل الوصول إلى نفس الدرجة من التأثير أو لمجرد عدم إحساسهم بالآلم سواء كانت هذه الآلآم جسدية أو نفسية ، والجدير بالذكر أن تناول جرعات كبيرة من هذا النوع من المخدرات قد يؤدي إلى نتائج كارثة ، من اهمها توقف عملية التنفس ، مما قد يؤدي إلى الدخول في غيبوبة ، وقد يصل الأمر أحياناً إلى حد الموت المفاجئ – لا قدر الله .

أما عن التأثير البعيد المدى والذي يحدثه مخدر الهيروين على العقل البشري ، فيؤكد المتخصصون على أن مخدر الهيروين من المركبات شديدة الدرجة الادمانية والتي تسبب الادمان النفسي والجسدي ، وفي هذا الصدد فيقول البروفيسور نوت: "إن عملية الانسحاب من تعاطي مخدر الهيروين تعد من التجارب القاسية جدأ التي قد يمر بها الإنسان خلال حياته ، وأضاف أنه من أبرز تأثيرات تعاطي هذا النوع من المخدرات على المدى البعيد هو التعرض لنوبات حادة من الإكتئاب والذي قد يصل مخاطره إلى حد إيذاء النفس أو الانتحار ، فضلاً عن التأثيرات الجسمانية المدمرة التي ترافق تعاطي هذا النوع من المخدرات؛ كتدمير الجهاز العصبي المركزي وخلايا المخ ، لذلك يلزم اللجوء إلى متخصصين للتخلص من ادمان الهيروين بأقل خسائر ممكن .

تأثير مخدر الكيتامين (ك) على الدماغ :

لمن لا يعرف مخدر " الكتيامين" فهو إحدى العقاقير المستخدمة لتسكين الآلم، كما أنه يمتلك خواص إدمانية سرعان ما توقع بمتعاطيه في فخ الإدمان دون أن يدري .

أما عن تأثير هذا النوع من المخدرات على المدى القريب ، فتجده يساعد كثيراً على تسكين الألم وبسرعة كبيرة ، كما أنه يعطي شعور بالاسترخاء والنشوة ، ونظراً لتأثير القوي الذي يحدثه هذا النوع من المخدر ، فقال عنه البروفيسور نوت: " انه يشبه في تأثيره تناول زجاجة كاملة من الفودكا، وبعد تناوله، لا يستطيع الشخص المتعاطي السيطرة على ما يقوم بفعله"، وأضاف: انه يكمن الخطر الأكبر عن تعاطي الكيتامين في جعل الشخص يشعر بالتوهان دون وعي، لذلك فمن الممكن أن يتعرض هذا الشخص إلى الإصابة بحادث أو يظل تائهاً في الطرقات لفترة طويلة، كما يعد مخدر الكتيامين أحد الأسباب الرئسية للإصابة بالأمراض العقلية

اما عن تأثير هذا النوع من المخدرات على المدى البعيد ، فبمجرد دخوله إلى جسم الانسان يبدأ الشعور بالنشوة والسعادة الزائفة ، مما يدفع المتعاطي لزيادة الجرعة ليصل إلى أعلى درجات من النشوة ، ويقول بارنز: "انه من الصعب تماماً تحديد التأثيرات الناجمة عن استخدام الكيتامين على الأمد الطويل، ولكن يمكن أن يؤدي إلى خلل في الكيميائية من الممكن أن تتضمن رؤية ذكريات قديمة، وفقدان مؤقت للذاكرة وفقدان القدرة على التركيز وأحياناً يظهر على المتعاطي أعراض الذهان.