[منى المتيم]

بعد أن تحدثنا عن المشكلة إدمان الأدوية التي أصبحت من أكثر المشكلات انتشاراً خلال الفترة الماضية، ربما حان الوقت لنشير إلى طرق العلاج وكيفية التخلص من هذا النوع من الإدمان، وهذا ما سيكون محور حديثنا خلال السطور التالية 


خطوات ومراحل العلاج من ادمان الأدوية: 
يضع المتخصصون مجموعة من الخطوات والأساليب العلمية التي يمكن من خلالها التخلص من هذا النوع من الادمان ، ومن أهمها ما يلي :

المرحلة الأولى : سحب السموم من الجسم

تعد هذه المرحلة من أهم المراحل والخطوات التي تساعد في العلاج والتخلص من ادمان الأدوية والعقاقير الطبية ، وتتلخص دور هذه المرحلة سحب السموم من الجسم والتخلص من رواسب العقاقير الإدمانية بصوة تدريجية، لذلك ينصح أن تتم هذه المرحلة تحت إشراف طبي كامل أو بداخل إحدى الأماكن المخصصة لذلك.

وتختلف مدة انسحاب السموم من الجسم وفقاً للجرعة التي كان يتعاطاه المريض، بالإضافة إلى قوة المادة الفعالة وحجم تركيزها بها.

وخلال هذه المرحلة، يتم خفض الجرعة بشكل تدريجي بنسبة 25: 30% تقريباً خلال الثلاثة أيام الأولى من بدء برنامج العلاج، ثم بعد ذلك يتم خفض الجرعة بمقدار 10: 20% كل بضعة أيام بحسب درجة استجابة المريض واستقرار حالته الجسمانية والنفسية، وهذا الأمر يحدده الطبيب المعالج.

المرحلة الثانية : العلاج الدوائي

وخلال هذه المرحلة يستعين الأطباء بمجموعة من العقاقير والأدوية الأخري التي تساعد في تقليل الأعراض الإنسحابية التي تنتج عن توقف تناول المادة المخدرة، بالإضافة إلى أنها تساعد على تهيئة المريض نفسياً لتقبل العلاج، ومن أهم هذه الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للصرع.

المرحلة الثالثه : العلاج النفسي

وخلال هذه المرحلة يتم الاستعانه بمجموعة من العقاقير والأدوية الطبية التي تساعد في تحقيق الأتي :

1-     تعمل هذه العقاقير على تأهيل المريض نفسياً لتقبل البرنامج العلاجي وتحقيق أقصى استجابة له بشكل سريع

2-      كما تتضمن هذه المرحلة جلسات من العلاج النفسي والتي تهدف إلى التغلب على الأسباب الأساسية التي دفعت الشخص إلى الإدمان على نوع معين من الأدوية، ما لم يكن السبب عضوياً

3-     كما يعمل العلاج النفسي استرداد المدمن بثقته في نفسه، مما يؤهله للانخراط في المجتمع من جديد، والجدير بالذكر أن كافة هذه العوامل تقلل بنسبة كبيرة من احتمالات تعرض المريض للانتكاسة في المستقبل

كما يؤكد المتخصصون على أن جلسات العلاج النفسي التي يتم إجرائها في حالة إدمان الأدوية تتزامن مع اتباع برنامج العلاج الدوائي وليس بعده كما هو الحال بالنسبة لبرامج علاج الأنواع الأخرى من المواد المخدرة كالهيروين والكحوليات وغيرهم، والجدير بالذكر أن مساعدة المريض على التخلص من الأسباب التي دفعته إلى تعاطي  العقاقير والأدوية المضادة للاكتئاب والمهدئات يسرع من وتيرة العلاج ويحسن نتائجه بشكل كبير.